الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان المشهور بـ «تفسير القرطبي»
.تفسير الآيات (94- 98): {قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ (95) قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97) إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (98)}قوله تعالى: {يا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} ابن عباس: أخذ شعره بيمينه ولحيته بيساره، لان الغيرة في الله ملكته، أي لا تفعل هذا فيتوهموا أنه منك استخفاف أو عقوبة. وقد قيل: إن موسى عليه السلام إنما فعل هذا على غير استخفاف ولا عقوبة كما يأخذ الإنسان بلحية نفسه. وقد مضى هذا في الأعراف مستوفى. والله عز وجل أعلم بما أراد نبيه عليه السلام.{إنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ} [20: 94] أي: خشيت أن أخرج وأتركهم وقد أمرتني أن أخرج معهم فلو خرجت لاتبعني قوم ويتخلف مع العجل قوم، وربما أدى الامر إلى سفك الدماء، وخشيت إن زجرتهم أن يقع قتال فتلومني على ذلك. وهذا جواب هرون لموسى السلام عن قوله: {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي 20: 93} وفي الأعراف {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ 150} [الأعراف: 150] لأنك أمرتني أن أكون معهم. وقد تقدم.ومعنىَ {لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [20: 94]لم تعمل بوصيتي في حفظ- هم، لأنك أمرتني أن أكون معهم، قاله مقاتل. وقال أبو عبيدة: لم تنتظر عهدي وقدومي. فتركه موسى ثم أقبل على السامري ف {- قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ} 20: 95 أي، ما أمرك وشأنك، وما الذي حملك على ما صنعت؟ قال قتادة: كان السامري عظيما في بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة ولكن عدو الله نافق بعد ما قطع البحر مع موسى، فلما مرت بنو إسرائيل بالعمالقة وهم يعكفون على أصنام لهم {قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138] فاغتنمها السامري وعلم أنهم يميلون إلى عبادة العجل فاتخذ العجل. ف {- قالَ 30} السامري مجيبا لموسى: {بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ 20: 96} يعني: رأيت ما لم يروا، رأيت جبريل عليه السلام على فرس الحياة، فألقى في نفسي أن أقبض من أثره قبضة، فما ألقيته على شيء إلا صار له روح ولحم ودم فلما سألوك أن تجعل لهم إلها زينت لي نفسي ذلك.وقال علي رضي الله عنه: لما نزل جبريل ليصعد بموسى عليه السلام إلى السماء، أبصره السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس. وقيل قال السامري: رأيت جبريل على الفرس وهى تلقي خطوها مد البصر فألقي في نفسي أن أقبض من أثرها فما ألقيته على شيء إلا صار له روح ودم.وقيل: رأى جبريل يوم نزل على رمكة وديق، فتقدم خيل فرعون في ورود البحر. ويقال: إن أم السامري جعلته حين وضعته في غار خوفا من أن يقتله فرعون، فجاءه جبريل عليه السلام، فجعل كف السامري في فم السامري، فرضع العسل واللبن فاختلف إليه فعرفه من حينئذ. وقد تقدم هذا المعنى في الأعراف. ويقال: إن السامري سمع كلام موسى عليه السلام، حيث عمل تمثالين من شمع أحدهما ثور والآخر فرس فألقاهما في النيل طلب قبر يوسف عليه السلام وكان في تابوت من حجر في النيل فأتى به الثور على قرنه، فتكلم السامري بذلك الكلام الذي سمعه من موسى، وألقى القبضة في جوف العجل فخار. وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وخلف: {بما لم تبصروا} بالتاء على الخطاب. الباقون بالياء على الخبر. وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود والحسن وقتادة {فقبصت قبصة} بصاد غير معجمة. وروي عن الحسن ضم القاف من {قَبْضَةً 20: 96} والصاد غير معجمة. الباقون: {قبضت قبضة} بالضاد المعجمة. والفرق بينهما أن القبض بجميع الكف، والقبص بأطراف الأصابع، ونحوهما الخضم والقضم، والقبضة بضم القاف القدر المقبوض، ذكره المهدوي. ولم يذكر الجوهري {قبصة} بضم القاف والصاد غير معجمة، وإنما ذكر {القبضة} بضم القاف والضاد المعجمة وهو ما قبضت عليه من شي، يقال: أعطاه قبضة من سويق أو تمر أي كفا منه، وربما جاء بالفتح. قال: والقبض بكسر القاف والصاد غير المعجمة العدد الكثير من الناس، قال الكميت:{فَنَبَذْتُها} 20: 96 أي طرحتها في العجل. {وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} 20: 96 أي زينته، قاله الأخفش.وقال ابن زيد: حدثتني نفسي. والمعنى متقارب. قوله تعالى: {قالَ فَاذْهَبْ} 20: 97 أي قال له موسى فاذهب أي من بيننا {فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ} 20: 97 أي لا أمس ولا أمس طول الحياة. فنفاه موسى عن قومه وأمر بني إسرائيل ألا يخالطوه ولا يقربوه ولا يكلموه عقوبة له. والله أعلم قال الشاعر: قال الحسن: جعل الله عقوبة السامري ألا يماس الناس ولا يماسوه عقوبة له ولمن كان منه إلى يوم القيامة، وكان الله عز وجل شدد عليه المحنة، بأن جعله لا يماس أحدا ولا يمكن من أن يمسه أحد، وجعل ذلك عقوبة له في الدنيا. ويقال: ابتلى بالوسواس واصل الوسواس من ذلك الوقت.وقال قتادة: بقاياهم إلى اليوم يقولون ذلك- لا مساس- وإن مس واحد من غيرهم أحدا منهم حم كلاهما في الوقت. ويقال: إن موسى هم بقتل السامري، فقال الله تعالى له: لا تقتله فإنه سخي. ويقال لما قال له موسى: {فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس} خاف فهرب فجعل يهيم في البرية مع السباع والوحش، لا يجد أحدا من الناس يمسه حتى صار كالقائل: لا مساس، لبعده عن الناس وبعد الناس عنه، كما قال الشاعر: مسألة: هذه الآية أصل في نفي أهل البدع والمعاصي وهجرانهم وألا يخالطوا، وقد فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك بكعب بن مالك والثلاثة الذين خلفوا. ومن التجأ إلى الحرم وعليه قتل لا يقتل عند بعض الفقهاء، ولكن لا يعامل ولا يبايع ولا يشارى، وهو إرهاق إلى الخروج. ومن هذا القبيل التغريب في حد الزنى، وقد تقدم جميع هذا كله في موضعه، فلا معنى لإعادته. والحمد لله وحده.وقال هرون القارئ: ولغة العرب لا مساس بكسر السين وفتح الميم، وقد تكلم النحويون فيه، فقال سيبويه: هو مبني على الكسر كما يقال اضرب الرجل.وقال أبو إسحاق: لا مساس نفي وكسرت السين لان الكسرة من علامة التأنيث، تقول: فعلت يا امرأة. قال النحاس وسمعت علي بن سليمان يقول سمعت محمد بن يزيد يقول: إذا أعتل الشيء من ثلاث جهات وجب أن يبني، وإذا أعتل من جهتين وجب ألا ينصرف، لأنه ليس بعد ترك الصرف إلا البناء، فمساس ودراك اعتل من ثلاث جهات: منها أنه معدول، ومنها أنه مؤنث، وأنه معرفة، فلما وجب البناء فيه وكانت الالف قبل السين ساكنة كسرت السين لالتقاء الساكنين، كما تقول: اضرب الرجل. ورأيت أبا إسحاق يذهب إلى أن هذا القول خطأ، وألزم أبا العباس إذا سمى أمرة بفرعون يبنيه، وهذا لا يقوله أحد.وقال الجوهر في الصحاح: وأما قول العرب لا مساس مثال قطام فإنما بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر وهو المس. وقرأ أبو حيوة {لا مِساسَ 20: 97}. {وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ} 20: 97 يعني يوم القيامة. والموعد مصدر، أي إن لك وعدا لعذابك. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {تخلفه} بكسر اللام وله معنيان: أحدهما- ستأتيه ولن تجده مخلفا، كما تقول: أحمدته أي وجدته محمودا. والثاني- على التهديد أي لا بد لك من أن تصير إليه. الباقون بفتح اللام، بمعنى: إن الله لن يخلفك إياه. قوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ} 20: 97 أي دمت وأقمت عليه. {عاكِفاً 20: 97} أي ملازما، وأصله ظللت، قال: أي أحسسن. وكذلك قرأ الأعمش بلامين على الأصل.وفي قراءة ابن مسعود: {ظلت} بكسر الظاء. يقال: ظللت أفعل كذا إذا فعلته نهارا وظلت وظلت، فمن قال: ظلت حذف اللام الأولى تخفيفا، ومن قال: ظلت ألقى حركة اللام على الظاء. {لَنُحَرِّقَنَّهُ} 20: 97 قراءة العامة بضم النون وشد الراء من حرق يحرق. وقرأ الحسن وغيره: بضم النون وسكون الحاء وتخفيف الراء من أحرقه يحرقه. وقرأ علي وابن عباس وأبو جعفر وابن محيصن وأشهب العقيلي {لنحرقنه} بفتح النون وضم الراء خفيفة، من حرقت الشيء أحرقه حرقا بردته وحككت بعضه ببعض، ومنه قولهم: حرق نابه يحرقه ويحرقه أي سحقه حتى سمع له صريف، فمعنى هذه القراءة لنبردنه بالمبارد، ويقال للمبرد المحرق. والقراءتان الأوليان معناهما الحرق بالنار. وقد يمكن جمع ذلك فيه، قال السدي: ذبح العجل فسال منه كما يسيل من العجل إذا ذبح، ثم برد عظامه بالمبرد وحرقه.وفي حرف ابن مسعود: {لنذبحنه ثم لنحرقنه} واللحم والدم إذا أحرقا صارا رمادا فيمكن تذريته في اليم فأما الذهب فلا يصير رمادا وقيل: عرف موسى ما صير به الذهب رمادا، وكان ذلك من آياته. ومعنى {لَنَنْسِفَنَّهُ 20: 97} لنطيرنه. وقرأ أبو رجاء {لننسفنه} بضم السين لغتان، والنسف نفض الشيء ليذهب به الريح وهو التذرية، والمنسف ما ينسف به الطعام، وهو شيء متصوب الصدر أعلاه مرتفع، والنسافة ما يسقط منه، يقال: اعزل النسافة وكل الخالص. ويقال: أتانا فلان كأن لحيته منسف، حكاه أبو نصر أحمد بن حاتم. والمنسفة آلة يقلع بها البناء، ونسفت البناء نسفا قلعته، ونسفت البعير الكلا ينسفه بالكسر إذا اقتلعه بأصله، وانتسفت الشيء اقتلعته، عن أبي زيد. قوله تعالى: {إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} 20: 98 لا العجل، أي وسع كل شيء علمه، يفعل الفعل عن العلم، ونصب على التفسير. وقرأ مجاهد وقتادة {وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً 20: 98}. .تفسير الآيات (99- 104): {كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (100) خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً (104)}قوله تعالى: {كَذلِكَ} الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف. أي كما قصصنا عليك خبر موسى {كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ 20: 99} قصصا كذلك من أخبار ما قد سبق، ليكون تسلية لك، وليدل على صدقك. {وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً} 20: 99 يعني القرآن. وسمي القرآن ذكرا، لما فيه من الذكر كما سمي الرسول ذكرا، لان الذكر كان ينزل عليه.وقيل: {آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً 20: 99} أي شرفا، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ} [الزخرف: 44] أي شرف وتنويه باسمك.قوله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ} 20: 100 أي القرآن فلم يؤمن به، ولم يعمل بما فيه {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً} 20: 100 أي إثما عظيما وحملا ثقيلا. {خالِدِينَ فِيهِ} 20: 101 يريد مقيمين فيه، أي في جزائه وجزاؤه جهنم. {وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا} 20: 101 يريد بئس الحمل حملوه يوم القيامة. وقرأ داود ابن رفيع: {فإنه يحمل}. قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} قراءة العامة {يُنْفَخُ} بضم الياء على الفعل المجهول. وقرأ أبو عمرو وابن أبي إسحاق بنون مسمى الفاعل. واستدل أبو عمرو بقوله تعالى: {وَنَحْشُرُ} بنون. وعن ابن هرمز {ينفخ} بفتح الياء أي ينفخ إسرافيل. أبو عياض: {فِي الصُّورِ}. الباقون: {فِي الصُّورِ} وقد تقدم هذا في الأنعام مستوفى وفي كتاب التذكرة. وقرأ طلحة بن مصرف {ويحشر} بضم الياء {المجرمون} رفعا بخلاف المصحف. والباقون {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ 20: 102} أي المشركين. {زُرْقاً} 20: 102 حال من المجرمين، والزرق خلاف الكحل. والعرب تتشاءم بزرق العيون وتذمه، أي تشوه خلقتهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم.وقال الكلبي والفراء: {زُرْقاً 20: 102} أي عميا.وقال الأزهري: أي عطاشا قد ازرقت أعينهم من شدة العطش، وقاله الزجاج، قال: لان سواد العين يتغير ويزرق من العطش.وقيل: إنه الطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة، يقال: ابيضت عيني لطول انتظاري لكذا. وقول خامس: إن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف، قال الشاعر:يقال: رجل أزرق العين، والمرأة زرقاء بينة الزرق. والاسم الزرقة. وقد زرقت عينه بالكسر وازرقت عينه ازرقاقا، وازراقت عينه ازريقاقا.وقال سعيد بن جبير: قيل لابن عباس في قوله: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً 20: 102} وقال في موضع آخر: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا} [الاسراء: 97] فقال: إن ليوم القيامة حالات، فحالة يكونون فيها زرقا، وحالة عميا. {يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ} 20: 103 أصل الخفت في اللغة السكون، ثم قيل لمن خفض صوته خفته. والمعنى يتسارون، قاله مجاهد، أي يقول بعضهم لبعض في الموقف سرا {إِنْ لَبِثْتُمْ} أي ما لبثتم يعني في الدنيا، وقيل: في القبور {إِلَّا عَشْراً} 20: 103 يريد عشر ليال.وقيل: أراد ما بين النفختين وهو أربعون سنة، يرفع العذاب في تلك المدة عن الكفار.- في قول ابن عباس- فيستقصرون تلك المدة. أو مدة مقامهم في الدنيا لشدة ما يرون من أهوال يوم القيامة، ويخيل إلى أمثلهم أي أعدلهم قولا وأعقلهم وأعلمهم عند نفسه أنهم ما لبثوا إلا يوما واحدا يعني لبثهم في الدنيا، عن قتادة، فالتقدير: إلا مثل يوم.وقيل: إنهم من شدة هول المطلع نسوا ما كانوا فيه من نعيم الدنيا رأوه كيوم.وقيل: أراد بيوم لبثهم ما بين النفختين، أو لبثهم في القبور على ما تقدم. {وعشرا} و{يوما} منصوبان بـ {لبثتم}.
|